العنف الأسري الأسرة هي نواة المجتمع وعنصره الرئيس، فإذا استقامت واستقام أفرادها وصَلُحوا صَلُحَ المجتمع كاملاً، وإذا فسدوا فإن هذا يفسد المجتمع ويؤدي إلى انهياره وتفكّكه، غير أن هناك حالاتٍ خارجةً عن الطبيعة المتمثلة بالهدوء والسلام العائلي والمحبة والتآلف، فيتم في الحالات الأخرى غير الطبيعية اللجوء لوسائلَ قاسيةٍ داخل الأسرة نفسها من ضربٍ أو دفعٍ أو قذف الشخص بأشياء صلبةٍ أو حادة او حتى بالصفع، بالإضافة إلى الإهانات اللفظية واستعمال الكلام البذيء الجارح واللغة العنيفة، وسوء في المعاملة.
وتعرف هذه السلوكيات المسيئة بحق أفراد الأسرة بالعنف الأسري، وهي ظاهرةٌ مجتمعيةٌ منتشرةٌ عبر العالم وفي كل مكان، ويقوم بها شخصٌ يعاني من مشاكلَ نفسيةٍ أوعقدٍ داخليةٍ تخرج عن طريق العنف والإكراه والقمع والسيطرة، فقد قيل بأن من يعامل الآخرين بدونيةٍ هو شخصٌ تلقى معاملةً فوقيةً من آخرين، ويعرف من يتعرض للعنف بأنه ضحية، ويجدر بالذكر أن الدور التوعوي لمؤسسات المجتمع والمدارس والجامعات والإعلام والدولة يعد من أهم الأدوار التي قد تحد من وجود هذه الظاهرة المدمرة للمجتمع ولأفراده.
صور العنف الأسري - ضرب الزوجة والصغار بقسوةٍ وعنفٍ لأسبابٍ مختلفةٍ قد تكون سخيفةً في مجملها، مما يؤدي إلى الشعور بالإهانة، وفي حالاتٍ متعددةٍ قد ينجم عن الضرب كسور، وسجلت حالاتٌ أصيبت بالشلل أو العمى وغيرهما.
- ضرب الأبناء وصفعهم وتحقيرهم والاستهزاء بهم وبتصرفاتهم.
- التهديد المستمر بالضرب أو الحرمان من المصروف، أو العقاب الشديد عند الفشل في الدراسة على سبيل المثال.
نتائج العنف الأسري - الهروب من الواقع بإدمان الكحول والمخدرات، والتي تغيب الفرد جزئياً عن الواقع، وفي أحيان قد تؤدي إلى وفاته جراء جرعاتٍ زائدة.
- استمرار السهر والتواجد خارج المنزل بصحبة رفاق السوء الذين يجرون الفرد لأفعالٍ شنيعة.
- الإصابة بالأمراض النفسية مثل الإحباط واليأس والإاكتئاب وغيرها من الأمراض الخطيرة والتي تحتاج إلى علاجٍ مكثف.
- حالات الانتحار لعدم القدرة على تحمل الحياة القاسية، باعتبار أن في الموت راحة .
- ضعف شخصية الأبناء الذي يرون أنفسهم يهانون من أقرب الناس إليهم ويرون أمهاتهم يُضرَبنَ باستمرارٍ أمامهم يولد شعور احتقارٍ وإنكارِ للذات، وينتج شخصية مهزوزة لا تثق بنفسها ولا بقدرتها على الدفاع عن نفسها أو عمن هم مقربين منها.
- يصبح الأطفال عدوانيين، وتكثر رؤيتهم للكوابيس وشعورهم بالفزع والقلق الدائمين فهم متواجدون في جوٍ متوترٍ مليء بالصراخ والشتائم، فترى الطفل خائفاً طوال الوقت في الأماكن المختلفة؛ مثل البيت والشارع ومع الأطفال الآخرين.